تخاصمت معهم وغضبت عليهم وبأن عليا امتنع عن بيعتهم - لكل ذلك رفضوا إعطاء الزكاة لأبي بكر حتى يتبينوا الأمر.
ومن هنا قرر أبو بكر وعمر وجهاز الحكم أن يبعثوا إليهم جيشا بقيادة خالد بن الوليد الذي كان سيفهم المسلول، فأخمد ثورتهم وأسكت حسهم وقتل رجالهم وسبى نساءهم وذراريهم، ليكونوا عبرة لمن تحدثه نفسه بعدم الطاعة أو بمس هيبة الدولة.
س 26: لماذا منعوا تدوين ونقل الأحاديث النبوية؟
* ج: عملوا من الأيام الأولى على منع الأحاديث النبوية جملة وتفصيلا، ليس فقط لأنها تتضمن نصوص الخلافة وفضائل الإمام علي بل لأن الكثير منها يتعارض مع أقوالهم وأفعالهم التي يديرون بها شؤون الحياة ويركزون على أسسها معالم الدولة الجديدة التي ابتدعوها وفق اجتهاداتهم.
س 27: هل كان أبو بكر قادرا على تحمل أعباء الخلافة؟
* ج: لم يكن أبو بكر قادرا على تحمل أعباء الخلافة لولا عمر بن الخطاب وبعض الدهاة من رؤوس بني أمية - ولقد سجل التاريخ بأن أبي بكر كان دائما يخضع إلى أحكام وآراء عمر بن الخطاب الحاكم الفعلي ودليل ذلك قصة المؤلفة قلوبهم الذين جاؤوا لأبي بكر في بداية خلافته وكتب لهم كتابا وبعثهم إلى عمر الذي كان بيده أمر بيت المال فمزق عمر الكتاب وطردهم، فرجعوا إلى أبي بكر يسألونه: أأنت الخليفة أم هو؟ فأجابهم: هو إن شاء الله!
وكذلك عندما أقطع أبو بكر قطعة أرض إلى عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، فرفض عمر عندما قرأ كتاب أبي بكر وتفل فيه ومحاه، فرجعا إلى أبي بكر يتذمران مما فعله عمر وقالا لأبي بكر: والله ما ندري أأنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل عمر هو الخليفة، ولما أقبل عمر مغضبا وناقش أبا بكر على إعطائه الأرض بكلام غليظ، قال له أبو بكر:
ألم أقل لك إنك أقوى