يتجاهلها بعد ما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حياته في تعليمهم وتربيتهم.
ولو كانت هذه الحادثة قد وقعت في بداية الإسلام لالتمسنا للشيخين في ذلك عذرا ولحاولنا أن نجد لذل بعض التأويلات.
ولكن الروايات تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الحادثة وقعت في أواخر أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أن وفد بني تميم قدم على رسول الله في السنة التاسعة للهجرة ولم يعش بعدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بضعة شهور كما يشهد بذلك كل المؤرخين والمحدثين الذين ذكروا قدوم الوفود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أواخر السور بقوله:
وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
وإذا كان الأمر كذلك فكيف يعتذر المعتذرون عن موقف أبي بكر وعمر بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو اقتصرت الرواية على الموقف الذي مثله الصحابيان فسحب لما وسعنا النقد ولا الاعتراض. ولكن الله الذي لا يستحي من الحق سجلها وأنزل فيها قرآنا يتلى، فيه التنديد والتهديد لأبي بكر وعمر بأن يحبط الله أعمالهما إن عادا لمثلها، حتى أن راوي هذه الحادثة بدأت كلامه بقوله: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر.
ويحاول راوي الحادثة بعد ذلك وهو عبد الله بن الزبير أن يقنعنا بأن عمر بعد نزول هذه الآية في شأنه إذا حدث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمعه صوته حتى يستفهمه ورغم أنه لم يذكر ذلك عن جده أبي بكر فالتاريخ والأحداث التي ذكرها المحدثون تثبت عكس ذلك ويكفي أن تذكر رزية يوم الخميس قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثة أيام حتى نجد بأن عمر نفسه قال قولته المشؤومة إن رسول الله يهجر وحسبنا كتاب الله فاختلف القوم فمنهم من يقول قربوا إلى الرسول يكتب لكم ومنهم من يقول مثل قول