قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى [الشورى: 23].
وقد اتفق المسلمون بلا خلاف على مودة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام واختلفوا في غيرهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وقول الشيعة في مودة أهل البيت ومن تبعهم لا ريب فيه وقول أهل السنة والجماعة في مودة الصحابة أجمعين فيه ريب كبير وإلا كيف يلقي المسلم بالمودة إلى أعداء أهل البيت عليهم السلام وقاتليهم ويترضى عنهم؟ أليس هذا هو التناقض المقيت؟
ودع عنك قول أهل الشطحات وبعض المتصوفة الذين يزعمون أن الإنسان لا يصفى قلبه ولا يعرف الإيمان الحقيقي إلا عندما لا يبقى في قلبه مثقال ذرة من بغض لعباد الله أجمعين من يهود ونصارى وملحدين ومشركين، ولهم في ذلك أقوال عجيبة وغريبة يلتقوا فيها مع المبشرين من رجال الكنيسة والمسيحيين الذين يموهوا على الناس بأن الله محبة والدين محبة فمن أحب مخلوقاته فليس له حاجة بالصلاة والصوم والحج وغير ذلك.
إنها لعمري خزعبلات لا يقرها القرآن والسنة ولا العقل فالقرآن الكريم يقول: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ويقول: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين [المائدة: 51].
وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان، ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون [التوبة: 23].
وقال أيضا: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق [الممتحنة: 1].