وهؤلاء يمثلون الأقلية وقد سماهم القرآن الشاكرين.
2 - قسم آمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهريا ولكن قلبه فيه مرض، فلم يسلم أمره إلا لمصلحته الشخصية ومنافعه الدنيوية فهو يعارض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحكامه وأوامره ويقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فكان من الخاسرين، وهؤلاء يمثلون الأكثرية وقد عبر عنهم القرآن بأوجز تعبير إذ يقول عز وجل: لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون [الزخرف:
78].
فالباحث يكتشف أن هؤلاء الأكثرية كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعيشون معه ويصلون خلفه ويصحبونه في حله وترحاله، ويتقربون إليه بكل وسيلة لئلا ينكشف أمرهم للمؤمنين المخلصين، ويحاولون جهدهم أن يظهروا بمظهر يغبطهم عليه المؤمنون لكثرة تعبدهم وورعهم في أعين الناس (1).
فإذا كان هذا حالهم في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف أصبحوا بعد وفاته؟ لا شك بأنهم نشطوا وتكاثروا وازداد تسترهم وتمثيلهم، فلم يعد هناك نبي يعرفهم ولا وحي يفضحهم، وخصوصا وقد ظهرت بموته صلى الله عليه وآله وسلم بوادر الشقاق والافتراق من أهل المدينة الذين مردوا على النفاق وكذلك ارتداد العرب في شبه الجزيرة الذين هم أشد كفرا ونفاقا، ومنهم من ادعى النبوة كمسيلمة الكذاب وطليحة وسجاح بنت الحرث وأتباعهم وكل هؤلاء كانوا من الصحابة.