هذه الأمة طيلة حياتها، حتى إذا قرب أجلها كشف لها عن خطأ اختيارها وأعطاها فرصة للرجوع إلى الحق واتباع النهج الأصيل الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
وإلى أن يحين ذلك الوقت أقدم كتابي هذا فاسئلوا أهل الذكر وهو جملة من الأسئلة مع الإجابة عليها من خلال مواقف وتعاليم أئمة أهل البيت سلام الله عليهم - عسى أن يستفيد منها المسلمون في كل البلاد الإسلامية ويعملوا على تقريب وجهات النظر للإعداد للوحدة المنشودة.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، أسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل عملي ويجعل فيه الخير والبركة، فما هو إلا لبنة واحدة لبناء رباط الوحدة.
أقول هذا لأن المسلمين اليوم ما زالوا بعيدين عن أبسط حقوق الإنسان والتعامل بالحسنى مع بعضهم البعض.
لمست ذلك بنفسي خلال رحلاتي وزياراتي الكثيرة في البلدان الإسلامية أو البلدان التي فيها مسلمون. وآخرها عهدا في القارة الهندية التي يسكنها أكثر من مائتي مليون مسلم ربعهم شيعة وثلاثة أرباعهم من السنة، وقد سمعت عنهم الكثير ولكن ما شاهدته يبعث فعلا على الدهشة والحيرة والخوف، ولقد تأسفت وبكيت على مصير هذه الأمة، وكاد اليأس يدب إلى قلبي لولا الرجاء والأمل والإيمان.
وفور رجوعي من الهند أرسلت رسالة مفتوحة إلى العالم الهندي الذي يرجع إليه أهل السنة والجماعة في تلك القارة وهو أبو الحسن الندوي ووعدته بنشرها مع الرد عليها ولكن لم أتلق الرد عليها حتى الآن وإني أنشرها في مقدمة هذا الكتاب كما هي لتكون وثيقة تاريخية تشهد لنا عند الله وعنه الناس بأننا من دعاة الوحدة.
الدكتور محمد التيجاني السماوي