السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٢٨
أمامنا بعض النتائج التي من الممكن أن تقودنا إلى حل بعض النقاط الغامضة المتعلقة بوصية الرسول فرواية ابن عباس المتعلقة بطلب الرسول كتابة كتاب تهتدي به الأمة بعد وفاته التزم أمامها أهل السنة بسياستهم التبريرية المعتادة لذلك السلوك وتلك المواقف المتناقضة مع روح الإسلام ومع العقل التي سلكها الصحابة وفي مقدمتهم عمر أمام نبيهم مما هو واضح من خلال أقوالهم التي عرضناها والتي ترتكز في صميمها على هدم أية محاولة لتفسير النص تفسيرا يمس الصحابة؟ ولو بشئ من النقد حتى لا تهتز صورتهم في أعين الناس فيفقدوا قدوتهم وتضيع مثاليتهم حتى لو أدى ذلك إلى إلجام العقل وتكبيله. فالعقل لا يمثل أهمية كبيرة عندهم ولو كانوا يحترمونه ما اخترعوا كل تلك القواعد التي تزجره عن الخوض في خلافات الصحابة أو في النصوص المنسوبة للرسول الخاصة بطاعة الحكام أو تلك المتناقضة مع القرآن والتي هي صحيحة بطرقهم.. (41) وقد نقل ابن حجر أن المقصود بالكتاب في حديث ابن عباس هو تعيين الخليفة (42).
وقال عياض: معنى كلمة هجر التي ذكرها عمرة أفحش. يقال هجر الرجل إذا هذى. وأهجر إذا أفحش.. (43) إذا كان معنى كلمة هجر بهذه الصورة فهل يحق لصحابي أن يقولها لنبيه..؟
يقول ابن حجر: وقوع ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مستحيل لأنه معصوم في صحته ومرضه لقوله تعالى (وما ينطق عن الهوى..) (44) فهل كان عمر يجهل أن الرسول معصوما..؟
وليت أهل السنة يسيرون في تأويل مواقف الصحابة على أساس القرآن كما فعل ابن حجر في مواجهة موقف عمر من الرسول.. لو فعلوا ذلك لكانوا قد

(41) أنظر لنا العقل المسلم. وانظر العواصم من القواصم..
(42) فتح الباري ح‍ 13 / 206.
(43) المرجع السابق..
(44) المرجع السابق..
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة