السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٩٦
بني أمية وخطهم الذي يعد امتداد لخط الخلفاء الثلاثة وهذا هو الهدف من وراء عملية التضخيم.. (39).
ولقد وجهت السياسة الفقهاء نحو اعتبار البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله يليه مسلم ثم إن بقية كتب السنن الأخرى محل أخذ ورد وقبول ورفض.
وحسب قواعد علم الحديث وشهادة فقهاء القوم ينطبق على البخاري ومسلم حال الكتب الأخرى. وسر التركيز على هذين الكتابين يكمن في كونهما يحويان الكثير من الروايات التي تقلل من شأن الإمام علي وتحط من قدره ولا تروي شيئا لآل البيت.
أما فكرة عدالة الصحابة فهي قمة الوهم إذ تهدف هذه الفكرة إلى إضفاء القداسة والتقوى والمثالية الفائقة على جميع الصحابة وبالتالي يدخل معاوية وشيعته في دائرة العدالة بصفتهم من الصحابة. وقد انبنى على مفهوم العدالة مفهوم التوقف في الصحابي وعدم الخوض فيه أو سبه أو التقليل من شأنه. وعلى أساس هذه الفكر يمكن تمرير الإسلام الأموي لكون مؤسسيه من الصحابة (40).
ومسألة العدالة هذه تضفي صفة الملائكية على مجتمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو ما لا يستقيم مع النصوص القرآنية وحتى النبوية التي تكشف وجود منافقين حول الرسول. كما لا يستقيم مع العقل أيضا..
وقد اعتمد فقهاء القوم على فكرة العدالة وبنوا على أساسها علم الحديث والرواية وقبلوا تجريح سلسة رواة الحديث عدا الصحابي باعتبار أن من ثبتت صحبته ثبتت عدالته.. (41)

(٣٩) أنظر فضائل الصحابة في كتب السنن. وانظر لنا باب تضخيم الرجال في كتاب الخدعة وتبدو الروايات التي تساند الإمام علي وتدعم آل البيت في كتب السنن الأخرى مثل النسائي ومسند أحمد والترمذي والطبراني وغيرهم. وقد شكك فقهاء القوم في هذه الكتب وأجازوا رفض ما بها من الروايات لكونها ضعيفة أو موضوعة بينما استثنوا البخاري ومسلم من هذه القاعدة..
(٤٠) جميع الصحابة عدول عند السنة الذي عاش عمره مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهاجر وقاتل معه والذي لم يره سوى دقيقة واحدة أو ولد في عصره. ومن الواضح أن لهذه الفكرة دلالات سياسية..
(٤١) أنظر كتب علم الرجال عند أهل السنة مثل تدريب الراوي ومقدمة ابن الصلاح والعلل ومعرفة الرجال والجرح والتعديل..
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة