وتكفير المخالفين واستباحتهم سمة بارزة من سمات التيارات الإسلامية اليوم وقد كانت إحدى سمات الخوارج من قبل وهي سن سمات الوهابيين اليوم.. (46) كذلك تعطيل العقل يعد من الملامح الأساسية للتيارات الإسلامية حيث إن هذه التيارات تعيش بعقل الماضي ولا تعمل العقل في الحاضر أو في النصوص المختلقة التي تتبناها وتنادي بتطبيقها أو حتى في الأحداث والمتغيرات التي تجري من حولها فهي تريد أن تطبق النص كما هو دون حساب للنتائج أو المتغيرات ودون وعي بحقيقة النص ومدلوله. وكذلك كانت عقلية الخوارج..
والتيارات الإسلامية لا تعطي اهتماما بالسياسة أو الثقافة أو فقه الواقع وكل ما يعنيها هو تطبيق الكتاب والسنة دون أن يكون لديها الوعي بطبيعة العوائق التي تقف في طريق هذا التطبيق وطبيعة القوى المعادية التي تتربص بها وبالإسلام.
وهذه التيارات تتبنى تصورا وهميا مفاده أن تمسكها بالكتاب والسنة سوف ينجيها من كل شر ويحقق لها النصر على الباطل دون أن تملك أية أسباب أخرى. فالوعي عند هذه التيارات ينحصر في دائرة النصوص ويتركز حولها. ويتضح لنا هذا الأمر من خلال محاولة هذه التيارات لتطبيق النصوص على الواقع كما هي وصدامها مع الواقع بسبب نص وهمي أو نص لا ترمي دلالاته للمعنى المقصود. وهذه إحدى ملامح شخصية الخوارج الأساسية حين رفعوا في وجه الإمام علي قوله تعالى (إن الحكم إلا لله) وحكموا بكفر الإمام علي أساسه لكونه حكم الرجال في قضية التحكيم. ومثل هذا الفهم السطحي للنصوص ينطبق على التيارات الإسلامية..
ولقد كانت الغلظة والعنف ركيزة أساسية في دعوة الخوارج وعلى أساسها أراقوا دماء المسلمين واستباحوا أموالهم وهي سمة بارزة من سمات التيارات الإسلامية اليوم أفقدتها ثقة الجماهير بها وعزلتها عن الواقع..
ونظرة فاحصة على التيارات الإسلامية الشيعية سوف يتبين مدى الفارق الشاسع بينها وبين التيارات الإسلامية السنية: