ولقد مهد عثمان بعمله هذا لبروز الإسلام الأموي ودعم أطروحته إذ أن المصاحف الأخرى كانت بين يدي صحابة من شيعة على الملتزمين بالإسلام النبوي..
كان هناك مصحف ابن مسعود..
ومصحف أبي بن كعب..
ومصحف ابن عباس..
ثم مصحف الإمام علي..
وهؤلاء الأربعة تلقوا القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة فمن ثم هم قاوموا عثمان ورفضوا قراره هذا مما اضطره إلى البطش بالرافضين..
ووجه الخلاف بين مصحف عثمان وبين مصحف الإمام علي ومصاحف الصحابة ينحصر في أمرين:
- أنه مرتب ترتيبا خاصا..
- أنه مجرد من الحواشي والتفسيرات التي كانت بالمصاحف الأخرى..
وبالنسبة لأمر الترتيب فقد اعتمد فيه عثمان على عدد من الصحابة الذين ليس لهم سابقة في كتابة القرآن أو حفظه. (2).
ومن وجهة أخرى هو اعتمد مصحف حفصة من دون بقية المصاحف التي كانت موجودة. ومصحف حفصة هو المصحف الذي جمعه أبو بكر وعمر: فكأنه بهذا لا يريد للمسلمين أن يخرجوا عن حدود القرآن الذي جمعه أبو بكر ولا يريد أن يلتزم المسلمون بمصحف الإمام علي أو ابن مسعود أو أبي أو ابن عباس لأن هؤلاء من شيعة على ومصاحفهم لا تخدم الخط القبلي وخط بن أمية الذي يقوم بالتمهيد له. (3).