السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٥٣
ويبدو أن أنصار الخط الأموي لم تعجبهم هذه الرواية على الرغم من عدم وجود على فيها لكون الأربعة من أنصار الإمام ومن المناهضين لهم فاخترعوا رواية أخرى تناقضها فيها ثلاثة آخرين..
يروي البخاري عن أنس قال: مات الرسول ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. (8).
ويروى عن ابن مسعود قوله: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت. (9).
إلا أن أبا بكر حين قام بجمع القرآن لم يستعن إلا بزيد بن ثابت وحده.
وعثمان حين ألزم الأمة بمصحف واحد اختار مصحف حفصة الذي كان قد جمعه أبو بكر ولم يختر مصحف الإمام علي أو ابن مسعود أو أبي بن كعب أو ابن عباس ولم يستعن بأي من هؤلاء لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان حتى أنه كان هناك مصحف لدى عائشة أيضا لم يستعن به. (10).
إن هذا القرآن الذي تركه الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه منه الإمام علي ابن مسعود وابن عباس وأبى وغيرهم هو ركيزة الإسلام النبوي التي حض عليها ووصى بها. وإن ما ورثه الإمام عن النبي من تفسيرات حوله وورثها عنه شيعته هي الدافع الفعلي الذي دفع أنصار الإسلام القبلي ومن بعدهم أنصار الإسلام الأموي إلى ضرب هذا القرآن واستبداله بقرآن آخر لا يحوي هذه التفسيرات وليس مرتبا على الترتيب النبوي. (11).

(٧) أنظر البخاري. كتاب فضائل القرآن. باب ٨..
(٨) المرجع السابق. وأنس الراوي من أنصار معاوية والخط الأموي..
(٩) المرجع السابق. ويلاحظ أن هذه الرواية جاءت على لسان الإمام علي بنفس النص. أنظر طبقات ابن سعد ج‍ ٢ / ٣٣٨..
(١٠) أنظر البخاري. وكتب تأريخ القرآن. وفصل القرآن في: كتابنا الخدعة..
(١١) أنظر المراجع السابقة. والإتقان في علوم القرآن للسيوطي..
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة