والرواية الثانية تكشف لنا أن عائشة لم تكن تعترف بخلافة عثمان ولا بخلافة علي ووضعت مكان عثمان ابن الجراح وهو ما لم يقل به أحد من الرواة ولم يذكر على لسان أحد من الصحابة. ويخالف عقيدة أهل السنة في الاقرار بخلافة علي بعد عثمان.
ومن خلال الروايتين معا يتبين لنا أن موقف عائشة من الإمام علي ليس موقفا هامشيا أو سطحيا عارضا كما يحاول مؤرخو القوم وفقهاؤهم أن يصوروه رابطينه بحادثة الإفك.. (3) وباستعراض الروايات السابقة الخاصة بعائشة خاصة تلك التي تتعلق بوفاة الرسول (ص) يتبين لنا عمق هذا الموقف وجذريته.. (4) ولقد تبلور هذا الموقف في حياة الرسول (ص) حين كانت لعلي مكانته المرموقة والعالية التي فاقت جميع الصحابة وعلى رأسهم أبيها.. (5) ثم أخذ هذا الموقف امتداده وتطوره بعد وفاة الرسول (ص) في حماية أبيها وقد تحقق لها ما كانت تطمح من مكانة ومقام لأبيها وعزل الإمام علي عن واقع المسلمين..
وطوال عهد أبيها وعهد عمر لم تكن لتهتز مكانة عائشة وسلطانها ولم تكن لترتفع مكانة علي عن الحدود المرسومة من قبل الخليفتين..
إلا أنه بعد مصرع عمر ووصول عثمان إلى الحكم تغير الوضع إذ برز بنو أمية وناطحوا عائشة وعلى والجميع مما دفع بعائشة إلى التصدي لعثمان ومنابذته..
وعندما ثار المسلمون على عثمان وقتلوه وبايع الناس الإمام علي الخلافة وجدت