السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ١٠٥
بعد مصرع عثمان هرع الناس نحو الإمام علي ليولوه أمرهم (إنه لا يصلح الناس إلا بأمرة ولا بد للناس من إمام ولا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك لا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمام إصرار الجماهير وافق الإمام مشترطا أن تكون بيعته علنا ولا تكون إلا عن رضى المسلمين. وتمت البيعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
ولقد كانت بيعة الإمام أول حركة انتخاب جماهيري حق في تاريخ الإسلام فمن ثم فإن دولة الإمام قامت على أكتاف الجماهير لتعبر عن مصالح الجماهير رافعة راية الإسلام النبوي.
من هنا فقد اصطدم بها أنصار الخط القبلي والمنتفعين والمنافقين ثم بني أمية وعملوا على هدمها والحيلولة دون أن تأخذ امتدادها الطبيعي على ساحة الواقع ويتحقق لها الاستقرار والتمكن.
إن جميع القوى التي واجهت الإمام كان يتزعمها صحابة كان لهم موقفهم الثابت من الإسلام النبوي ومن آل البيت من قبل وفاة الرسول وقد برز هذا الموقف بوضوح بعد وفاته وأخذ في التطور حتى وصل إلى صورته التي واجهها الإمام وتصدى لها.
لقد كانت القوى المناوئة للإسلام النبوي تعمل جاهدة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لتقضي على معالم هذا الإسلام وحصار آل البيت وعزل الإمام علي عن جماهير

(١) أنظر الطبري ج‍ ٣. والبداية والنهاية ج‍ 7. والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر.
ويذكر أن عدد من الصحابة فروا من المدينة إلى الشام فور تسلم الإمام علي الحكم.. يروي ابن كثير عن الطبري قوله: هرب قوم من المدينة إلى الشام ولم يبايعوا عليا ولم يبايعه قدامة بن مظعون وعبد الله بن سلام والمغيرة بن شعبة..
وقال ابن كثير: وهرب مروان بن الحكم والوليد بن عقبة وآخرون إلى الشام.. وبايع الأنصار إلا سبعة:
عبد الله بن عمر وسعد بن أبي وقاص. وصهيب وزيد بن ثابت ومحمد بن أبي سلمة ومسلمة بن سلامة وأسامة بن زيد. أنظر البداية ج‍ 7 / 227.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة