بعد مصرع عثمان هرع الناس نحو الإمام علي ليولوه أمرهم (إنه لا يصلح الناس إلا بأمرة ولا بد للناس من إمام ولا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك لا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمام إصرار الجماهير وافق الإمام مشترطا أن تكون بيعته علنا ولا تكون إلا عن رضى المسلمين. وتمت البيعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
ولقد كانت بيعة الإمام أول حركة انتخاب جماهيري حق في تاريخ الإسلام فمن ثم فإن دولة الإمام قامت على أكتاف الجماهير لتعبر عن مصالح الجماهير رافعة راية الإسلام النبوي.
من هنا فقد اصطدم بها أنصار الخط القبلي والمنتفعين والمنافقين ثم بني أمية وعملوا على هدمها والحيلولة دون أن تأخذ امتدادها الطبيعي على ساحة الواقع ويتحقق لها الاستقرار والتمكن.
إن جميع القوى التي واجهت الإمام كان يتزعمها صحابة كان لهم موقفهم الثابت من الإسلام النبوي ومن آل البيت من قبل وفاة الرسول وقد برز هذا الموقف بوضوح بعد وفاته وأخذ في التطور حتى وصل إلى صورته التي واجهها الإمام وتصدى لها.
لقد كانت القوى المناوئة للإسلام النبوي تعمل جاهدة منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لتقضي على معالم هذا الإسلام وحصار آل البيت وعزل الإمام علي عن جماهير