ونكون قد ساوينا بين التراث والدين..
وهذا ما وقعت فيه التيارات الإسلامية اليوم خاصة تيار التكفير عندما بنت تصورات وأحكاما بالتكفير والحرمة والاستحلال على أساس اجتهادات تراثية وأحاديث نبوية هي محل خلاف ونتج عن هذه التصورات ما نتج من انتكاسات فكرية وحركية للحركة الإسلامية بشكل عام..
وهنا يطرح السؤال التالي: هل النص يسبق الاجتهاد أم الاجتهاد يسبق النص..؟
وتكون الإجابة بالطبع أن النص يسبق الاجتهاد والاجتهاد هو الحادث عليه..
وإذا ما طبقنا هذه القاعدة على جميع الأطروحات الإسلامية على مستوى الماضي والحاضر فإننا سوف نتوصل إلى معرفة الحق بسهولة..
وسوف نضرب على ذلك مثالا من خلال محاوراتنا مع تيار التكفير في فترة السبعينات. كان تيار التكفير يقول بتكفير المصر على المعصية..
وكان يقول بكفر مرتكب الكبيرة..
وكان يقول بكفر المقلد..
وكان يقول بانحصار الحق في دائرته..
ويقول بوجوب الهجرة..
وأمام هذه الأقوال طرحنا السؤال التالي:
هل هذه الأقوال نصوص. أم اجتهادات على ضوء النصوص..؟
فإن زعم المكفرون أنها نصوص يكونون بذلك قد كفروا وخرجوا من دائرة الإسلام. فليست هناك نصوص قرآنية أو حتى نبوية تقول بذلك..
وإن زعموا أنها اجتهادات. فمعنى ذلك أنها تدور في مجال القبول والرفض.
وتخضع للأخذ والرد. فمن ثم هي ليست ملزمة للمسلمين..
والتكفير أو حتى التحريم على أساس الاجتهاد إنما ينزل هذا الاجتهاد منزلة