طريق العلن ومواجهة الواقع لا الانعزال عنه..
وهذا ما حدث بالفعل إذ أن المواجهة مع الواقع والحملة الإعلامية التي قمنا بها قد دفعت بخصومنا من التيارات الإسلامية المناهضة إلى إعلان الحرب علينا وهذا بدوره قد خلق رد فعل إعلامي كبير حقق دعاية للتشيع واسعة لم نكن لنستطيع القيام بها..
وكان كم الكتب والمقالات والخطب المنبرية الموجهة ضد الشيعة هي أكبر بكثير من حجمهم ووزنهم. ثم تحركت الحكومة فوجهت ضربتها للشيعة في عامين متتاليين (1988 - 1989) وتم حل دار البداية والقبض علينا واتهامنا بالعمل على قلب نظام الحكم لحساب إيران. إلا أن هذه القضية لم تخرج عن كونها قضية ورقية استهلاكية وسرعان ما أخلي سبيلنا بعد أن قدم لنا الخصوم أكبر هدية وهي شغل الرأي العام بحركتنا وتوسيع دائرة الدعاية لدعوتنا وهكذا خرجنا من هذه المحنة أكثر صلابة وأكبر رصيدا ولم نكن لنستطيع تحقيق ذلك لو لم ندفع هذا الثمن. وهذه هي سنة الدعوات..
إن الحقوق لا تستجدى والحريات لا تمنح وإنما تنتزع انتزاعا. وهذا ما آمنت به من خلال تجاربي وما يجب أن يؤمن به كل عاقل مجرب. وحتى نتمكن من انتزاع حقنا في الوجود على الساحة وحريتنا في التعبير عن عقيدتنا لا بد أن نظل ظاهرين نقارع الخصوم حتى يتم تحطيم حاجز الشك ونحقق الثقة..
ولقد كانت أهم نتائج المواجهة الإعلامية مع الواقع هي ما يلي:
- تبديد الشبهات التي تحوم من حول الشيعة لدى الكثير من قطاعات المثقفين في مصر من التيارات الإسلامية وغيرها..
- توسيع رقعة التعاطف مع خط آل البيت..
- توسيع رقعة انتشار الكتاب الشيعي..
- استقطاب الكثير من العناصر الصفوف الشيعة..
- تغير نظرة الدولة وجهاز الأمن تجاه حركة الشيعة..
ومثل هذه النتائج لم تكن لتتحقق لو كنا ملتزمين بالسرية التي سوف تجعلنا