فإن المكانة الخاصة التي وضعهم فيها الشرع تفرض لهم استثناءات خاصة بهم.
فهم نموذج خاص وليس غريبا أن يدخر آخرهم لمهمة لا تقل شأنا عن مهمة الرسل..
وفيما يتعلق بقضية طول العمر فقد كانت من المشكلات التي أرقتني ولم أستطع حلها إلا عن طريق التأمل في آيات القرآن فقد وجدت في نصوص القرآن الكثير من الشواهد التي ذكرت طوال العمر..
هناك شاهد من قصة نوح (ع) الذي دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما (7)..
وهناك شاهد من قصة صاحب القرية الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه (8)..
وهناك شاهد من قصة يأجوج ومأجوج الذين يعيشون في غيبة منذ أن بني عليهم السد (9)..
وهناك شاهد من قصة أهل الكهف الذين لبثوا في كهفهم ثلاثمائة عام ثم بعثوا من جديد (10)..
وهناك قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) (11)..
وقد يقال أن طول عمر نوح ليس موضع استدلال لكونه رسولا والمهدي ليس رسولا. فلا يجوز قياس حال المهدي على حال نوح..
ومثل هذا التساؤل إنما هو ناتج من عدم معرفة دور آل البيت ومكانتهم وأنه من الممكن أن تجري على أحدهم سنة الأولين. إلا أن ما يجب أن نعرفه هنا هو أننا لا نقارن بين مكانة نوح ومكانة المهدي وإنما نستدل بالنص على إمكانية حدوث طول العمر وأنه أمر ليس بمستهجن. ثم إن الدور الذي سوف يلعبه المهدي في آخر الزمان هو أضخم من دور نوح وأكثر أهمية..
وقد يكون هناك تشابه بين دور نوح ودور المهدي وظروف دعوه كل منها.
فدعوة نوح كانت في بداية عهد البشر ودعوة المهدي سوف تكون في نهاية عهد البشر وكلاهما عاش قرونا..
وإن المتأمل في قصة صاحب القرية سوف يخرج بنتيجة وهي أن القصة لا