عام 1986 م وقد قامت هذه الدار على كاهلي بدعم من بعض الأخوة من الشيعة العرب الذين كانوا يقيمون بمصر وكان ظهور هذه الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1987، بمثابة مفاجأة كبيرة للشيعة وخصومهم على السواء..
ولقد حوربت هذه الدار من التيار السلفي الوهابي الذي أصدر فيها عدة منشورات تحذيرية للإسلاميين من التعامل معها وضرورة مقاطعتها..
ومن أشهر هذه المنشورات كتيب صدر بعنوان: بداية الشر ونهج البربر.
ويحوي داخله هجوما شخصيا علي ونقدا لاذعا ومغاليا لبعض مؤلفاتي التي كانت قد صدرت قبل تلك الفترة. ويحاول المنشور إقناع المسلمين أن إيران تقف وراء دار البداية مبرهنا على ذلك بأدلة واهية ساذجة..
ومثل هذه الحرب التي شنت على دار البداية من قبل التيار السلفي الوهابي إنما كانت علامة على نجاحنا. إلا أن الشئ الغريب والغير مبرر هو تلك الحرب التي شنت علينا من قبل بعض الشيعة الذين اعتبروا هذا النشاط الاعلامي بمثابة تهديد لحركة التشيع من شأنه أن يجعل القوى المتربصة بنا تعجل بضربنا وتجهض الدعوة في مهدها..
ولقد كنت أعتقد من منظور إعلامي أن دعوتنا في حاجة ماسة إلى أن تظل بارزة معلنة وذلك لعدة أسباب:
الأول: أنه ليس هناك مبرر للتحفي وانتظار انفراج الأوضاع فهذا معناه أن تظل حركة التشيع مرهونة بأمر ظني..
الثاني: أن حركتنا لا تتبنى تصورات معادية للواقع أو الحكم وأنه لا سبيل لإثبات صدق النوايا إلا بالعمل الاعلامي الذي هو في الأصل عمل علني..
الثالث: أن الصدع الفكري في مواجهة الواقع لا يصح تأجيله وربطه بمرحلية التحرك إذ أن التصورات لا تخضع للمرحلية..
الرابع: أن مستقبل الدعوة لا يجوز ارتهانه بفئة أو جماعة معينة. ومستقبل حركة التشيع في مصر ليس مرهونا بنا حتى نبالغ في التقية والمحافظة على السرية.. الخامس: أن المكاسب التي تحققها الدعوات على مر الزمان إنما تكون عن