الحكومة فهو مقدم عندهم على أي عمل آخر وإن كان أفضل وذلك لكون الحكومة مضمونة في نظرهم ورزقها ثابت أما الرزق من الأبواب الأخر فغير مضمون..
وتشكل عقيدة الرزق عند المصريين حجر الأساس في نظرتهم العامة للحياة.
فكل شئ في نظرهم يخضع لهذه العقيدة حتى الدين. وكل شئ يتناقض مع الرزق مرفوض ومنبوذ. فإذا اختل رزق المصري حطم كل شئ. وفي سبيله يمكن أن يفعل أي شئ..
ومثل هذا الإعتقاد قضى على روح المغامرة في نفوس المصريين فالمغامرة من الممكن أن تتسبب في ضياع الرزق. من هنا فهم يرفضون فكرة الصدام مع الحكم من هذا المنطلق. والمعروف تاريخيا أن معظم قيادات مصر إن لم نقل جميعها هي قيادات وافدة عليها من الخارج والغريب أنها تتفاعل مع هذه القيادات ويتعايش معها المصريون وكأن حكم بلادهم أمر لا يعنيهم فما يعنيهم فقط هو الرزق وما دام هو في متسع فليست هناك مشاكل والسادات حين قرر الاعتراف بإسرائيل ربط خطوته هذه بقضية الرزق وأعلن أمام الشعب أن الصلح مع إسرائيل سوف يحقق الرخاء للبلاد وكان هذا هو الدافع الكبير الذي دفع بالمصريين إلى التحالف معه في هذا الموقف ومباركته..
وما يبرر مثل هذه العقيدة - عقيدة الرزق واللامبالاة بالحاكم - هو أن الشعب المصري خليط من أجناس مختلفة ليس لها جذور ضاربة في مصر. فمن ثم فإن عمق الولاء والانتماء لدى المصريين يعد ضعيفا إذا ما تم قياسهم بشعوب أخرى..
والتدين المصري عموما تدين قشري أجوف ومن هنا فإن من السهل التغرير بالمصريين برفع أي شعار إسلامي سواء كان ذلك من قبل الدولة أو كان من قبل التيارات الإسلامية..
وقد أسهمت حالة التدين الأجوف هذه في نمو ظاهرة الاتجار بالدين وشيوعها في المجتمع المصري. ومن خلالها تفرخت شركات توظيف الأموال التي تسترت بالإسلام وشركات السياحة التي تتاجر بفريضة الحج والعمرة..
وحتى الأحزاب السياسية لجأت إلى رفع الشعار الإسلامي من أجل استقطاب