ترمي إلا لمدلول واحد وهو الإعجاز الإلهي في محيط الموت والبعث. فصاحب القرية تعجب من حال قرية خاوية على عروشها واستبعد أن يحييها الله من جديد فأماته الله مائة عام ليبين له أن الموت والإحياء شئ يسير عليه. وما يتأكد لنا هنا هو أن صاحب القرية هو المستفيد الأول والأخير من تلك الحادثة التي ليس لها من أبعاد اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية على مجتمعه. فقط أبعادها تنحصر في الجانب المعنوي العقائدي. ولأجل أن يثبت الله - سبحانه - قدرته فعل ما فعل بصاحب القرية. فإذا كان الله قد أمات رجلا مائة عام ثم بعثه دون أن يكون هناك هدف من بعثه سوى إثبات القدرة الإلهية. أليس من الأولى أن يطيل في عمر إمام يتوقف على دوره ومهمته مستقبل الإسلام والبشرية؟..
وإذا كان الله قد أبقى يأجوج ومأجوج على قيد الحياة طيلة هذه القرون من أجل أن يخرجوا عند قيام الساعة ليفسدوا في الأرض. أليس من الأولى أن يبقي على المهدي قرونا طويلة من أجل أن يصلح في الأرض؟..
وإذا كان الله قد أمات أهل الكهف ثلاثمائة عام ثم بعثهم ولم يكن هناك هدف من وراء ذلك سوى الإعجاز الإلهي فهؤلاء الفتية لم ينتج عن معجزتهم شئ للدعوة. لا هم أدخلوا مجتمعهم الأول في دين الله. ولا هم أنجزوا شيئا في المجتمع الذي بعثوا فيه فقد كان مجتمعا مؤمنا..
أليس من الأولى أن تتحقق المعجزة الإلهية مع المهدي الذي يعلن دين الله في الأرض؟..
وإذا كان الله قد أطال في عمر إبليس وهو رمز الشر - حتى قيام الساعة.. أليس من الأولى أن يطيل في عمر المهدي - رمز الخير - حتى قيام الساعة؟..
وقوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) إنما له دلالة مستقبلية هامة. فهذا الحدث وهو ظهور الدين الحق - الإسلام - على الأديان كلها لم يحدث في أي فترة من فترات التاريخ الإسلامي لا في زمن الرسول ولا في أي زمن من بعده وهذا الأمر إن دل على شئ فإنما يدل على أن هناك قوة مدعومة من قبل الله سبحانه - سوف تظهر لتحقق ظهور الإسلام على أديان الأرض - أي نهاية جميع الأديان عدا الإسلام. وليس هناك من مرشح