هذا وقد استندت الشيعة إلى هذه الأحاديث الشريفة في أن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة - إنما هو وصي سيدنا ومولانا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فهي من الأدلة القوية، والحجج الجلية على إمامة علي عليه السلام، وخلافته من بعد النبي صلى الله عليه وسلم (1).
ويروي ابن رستم الطبري: أن عليا والعباس تنازعا في تركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فروي عن أبي رافع أنه كان عند أبي بكر، إذ جاء علي والعباس، فقال العباس: أنا عم رسول الله ووارثه، وقد حال علي بيني وبين تركته، فقال أبو بكر: فأين كنت يا عباس، حين جمع النبي صلى الله عليه وسلم، بني عبد المطلب، وأنت أحدهم، فقال: أيكم يؤازرني، ويكون وصيي وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي ويقضي ديني (2).
ويؤيد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث، ويرى أن مؤازرة علي للنبي صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة من المناقب الجلية، التي انفرد بها علي بن أبي طالب، ومن الأمور الدالة على إمامته، ويقول في هذا الحديث: وفي الخبر ما يفيد أنه به تمكن النبي صلى الله عليه وسلم، من تبليغ الرسالة، وإظهار الدعوة، والصدع بالإسلام، فهو ناجز الإسلام، ووزير الداعي إليه من قبل الله، عز وجل، وبضمانة النبي الهدى صلى الله عليه وسلم (3).
هذا وقد ذكر الشريف المرتضى (4) هذا الخبر، وجعله من النصوص