الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٥٩
[4. دفاع بولس عن نفسه] [الجواب عن التهمة بالضعف] [10] 1 أنا بولس أناشدكم بوداعة المسيح وحلمه، أنا المتواضع بينكم والجرئ عليكم عن بعد (1)، 2 أرجو ألا تلجئوني وأنا عندكم إلى تلك الجرأة التي أرى أن أعامل بها قوما يظنون أننا نسير سيرة بشرية (2). 3 أجل، إننا نحيا حياة بشرية، ولكننا لا نجاهد جهادا بشريا. 4 فليس سلاح جهادنا بشريا، ولكنه قادر في عين الله على هدم الحصون (3). ونهدم الاستدلالات 5 وكل كبرياء تحول دون معرفة الله، ونأسر كل ذهن لنهديه إلى طاعة المسيح.
6 ونحن مستعدون أن نعاقب كل معصية متى أصبحت طاعتكم كاملة.
7 أنظروا إلى حقائق الأمور (4). من اعتقد أنه للمسيح فليفكر في نفسه أننا نحن أيضا للمسيح بمقدار ما هو له (5). 8 وإن بالغت بعض المبالغة في الافتخار بسلطاننا، هذا السلطان الذي أولانا إياه الرب لبنيانكم لا لخرابكم، فلا أخجل. 9 ولا أحب أن يظن أني أبغي برسائلي التهويل عليكم. 10 ورب قائل يقول: " إن الرسائل شديدة الوقع قوية العبارة، ولكن إذا حضر بنفسه، كان شخصا هزيلا (6) وكلامه سخيفا ". 11 فليعلم مثل هذا القائل أن ما نكون عليه بالكلام في الرسائل ونحن غائبون نكون عليه أيضا بالعمل ونحن حاضرون (7).
[الجواب عن التهمة بالطمع] 12 ليس لنا من الجرأة أن نساوي أو نشبه أنفسنا بقوم يوصون بأنفسهم. فإنهم يقيسون أنفسهم بقياس أنفسهم ويشبهون أنفسهم بأنفسهم فيفقدون رشدهم. 13 أما نحن فلن نفتخر افتخارا يتجاوز القياس، بل افتخارا يوافق القياس الذي قسمه الله لنا قاعدة، وهي بلوغنا

(١) هنا يبدأ البحث في موضوع يستمر إلى نهاية الرسالة، وهو الدفاع عن خدمة بولس الرسولية. يختلف الموقف عما كان في الفصل 1 - 8: يدافع بولس عن نفسه بقوة ويرد على خصومه. أخذوا عليه أنه متواضع عن قرب، وجرئ عن بعد.
(2) الترجمة اللفظية: " نسير بحسب الجسد ". هذه العبارة تميز بين نظرة الإنسان الخاطئ والنظرة المجددة بروح المسيح (راجع 5 / 16 +. الملاحظة نفسها في الآية 3).
(3) " الحصون " صورة لعجب الإنسان الواثق بنفسه والمنغلق على الله. الموضوع مأخوذ من العهد القديم (راجع اش 2 / 13 - 15).
(4) ترجمة أخرى: " تنظرون إلى الظواهر ".
(5) لا يمكن أن يعرف هل المقصود هم الذين يدعون الانتساب إلى " المسيح " (1 قور 1 / 12) أم الذين عرفوه في حياتهم (2 قور 5 / 16) أم مسيحيون يدعون أنهم ألهموا مباشرة بدون المرور بالرسول.
(6) اسم بولس في اليونانية يعني " هزيلا " قليل الهيبة ويقبل إذا هذا الجناس (راجع 1 قور 2 / 1 - 5). يرد الرسول على هذا اللوم في 11 / 6.
(7) تهديد بالمعاقبة (راجع 2 / 8).
(٥٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة