وقد صحب ذلك دعوة خبيثة إلى العلمانية بمعنى فصل الدين عن الدولة تبنتها جماعات كثيرة مشبوهة الصلات والأهداف من أمثال حزب الاتحاد والترقي في تركيا الذي كانت من قياداته قيادات يهودية من يهود الدونمة.
وتبع ذلك ما رسم له أعداء الاسلام من قبل حين عقدوا أكثر من مؤتمر للنظر في المسألة الشرقية وقد كانت في البداية تعني رد الزحف الاسلامي الذي كانت تقوده تركيا على أوروبا - ثم لما توقف المد انتقل البحث إلى كيفية تقطيع أوصال الخلافة ثم القضاء على الخلافة بعد ذلك.
ومهما يكن من أمر الأخطاء التي وقع فيها سلاطين تركيا وفي مقدمتها أنها جعلت عضلاتها أقوى من عقلها ومهما يكن من أمر المظالم التي ارتكبها سلاطين تركيا وفي مقدمتها التفرقة الظالمة بين بني الدين الواحد، وتميز الأتراك على غيرهم من بني الأوطان الأخرى مهما يكن من هذه أو تلك - مما نسجله ونحذر منه - فلقد كانت الخلافة تظل المسلمين وتجمع شملهم، وترهب عدو الله وعدوهم من أجل ذلك لم يكتف أعداء الاسلام بتقطيع أوصال دولة الخلافة.
بل جاوزوا ذلك إلى القضاء على الخلافة نفسها ومنع قيامها بعد ذلك في أي قطر أو وطن آخر!!
وسواء كان ما ارتكبه مصطفى كمال - الشهير بأتاتورك - كان بحسن نية كرد فعل لأحداث ذلك الحين التي خطط لها أعداء الاسلام بما يدفع أتاتورك إلى إلغاء الخلافة، أو كان بسوء نية استجابة للتخطيط اليهودي - الصليبي الذي تبدى فيما ذكره كاتب روسي سنة 1319 ه 1901 م بعد ما طالع بروتوكولات حكماء صهيون من أنه لا بد للأفعى اليهودية من أن تمر بالقسطنطينية لتصل إلى فلسطين (1)، وما أعقب ذلك من محاولة زعيم يهودي رشوة السلطان عبد الحميد لمنح فلسطين وطنا قوميا لليهود وبصق الخليفة المسلم في وجهه، ثم توعد