المقصود فتطرح الأسئلة ثم تتولى هي بنفسها الإجابة وحينما يستولي موضوع الحديث على ألباب المؤمنات حينئذ فقط تبدأ في الكلام بحرارة وإقناع عن ضرر الرواسب الدينية وهذه قصة يرويها ملحد من موسكو يسمى ل. ح. جوميروف، تمكن تمكن من إخراج العاملة رحيمة بارانجلوفا من دينها، يقول الملحد " أخذت بصفتي ملحدا أزور شقة العاملة المتدينة رحيمة وكنت أحادثها طويلا وأقرأ الكتب جهرا وكانت رحيمة تصمت في أكثر الحالات ولكنها كانت تصغي إلي باهتمام وكان واضحا أن هذه القصص تجذب اهتمامها من العسير أن تتصور الأمر لقد سمعت مني لأول مرة عن الأبطال من النساء السوفيت وعرفت لأول مرة أسماء المشتغلات بالعلم من السوفيت وتكلمنا معها عن غزو السوفيت للفضاء وقد أزعجها كثيرا هذا الموضوع وأذهلها على وجه الخصوص أن رجال الفضاء لم يخافوا الله بل ربما خافهم الله ما دام لم يحل بينهم وبين أن يصعدوا إلى مثل هذا الارتفاع وكان على ل. ح. جوميروف أن يحادثها طويلا إلى أن خلعت رحيمة ربقة الدين من عنقها نهائيا ومن الأيسر على الداعية إلى الإلحاد أن يحقق نجاحا عندما يكون الرأي العام بين المجموع مكيفا على نحو لا يفخر فيه الناس بتعليق آيات القرآن في منازلهم بل يكون مدعاة للخجل أن يعلقوا الآيات أو أن يقسموا المنزل نصفين نصف للرجال ونصف للنساء أو أن يرفضوا الغذاء في نهار رمضان، أو أن يقوموا بختان أولادهم. الخ والملحد نفسه يشكل الرأي العام إلى حد كبير يقص علينا أ. ب. افكسينتوف وهو أحد الملحدين في شمال القوقاز أن عليمة جاجير زونفا شيزوخوفا وهي من المشاركات في النشاط الاجتماعي كانت أول من امتنع عن إقامة المراسم الدينية في زواج ابنتها وقد وجدت لها في الحال أتباعا ويدلنا هذا على أن تلك المراسم قد فات أوانها منذ زمن بعيد وما أسرع ما انتشرت الأنباء في المنطقة عن زيجات جديدة تتم بمشاركة الأوساط الاجتماعية وبدون مراسم دينية، وهكذا انتهت مثل هذه الزيجات في اركينخالكي وغيرها من المناطق ولا بد في العمل على نشر الإلحاد بين المؤمنين المسلمين من أن تستغل في براعة اللهفة إلى المعرفة، ذلك أن الاسلام إذ يقوم على أساس
(١٤٥)