وقد استمرت إسرائيل في الإعداد لتحقيق توسعها واستغلت انشغال الدول العربية عنها حتى تمكنت من احتلال سيناء والجولان وجميع أراضي فلسطين.
المبحث الثاني منشأ الصهيونية تنسب الصهيونية Zionism إلى جبل صهيون بفلسطين، وهو أحد جبال أربعة أقيمت عليها مدينة أورشليم (أي مدينة السلام) وهو الاسم القديم لبيت المقدس. ويعتقد اليهود أن إلههم (يهوه) يقيم في جبل صهيون، في رحابه يظهر (المسيح المخلص) الذي ينتظره اليهود، بشيرا بغفران الله وتوبته عليهم، وخلاصهم مما يقاسون من بأس وأعنات، بعد تطهرهم من أدران الموبقات والمعاصي التي ظلوا عليها عاكفين أمدا طويلا.
والصهيونية مذهب ديني استعماري متطرف جدا يتمذهب به غلاة اليهود، تهدف إلى السيطرة السياسية على العالم بتقويض النظم السياسية للمجتمع الدولي بأسره، وإخضاعه لنير اليهود وحكمهم، ويزعم اليهود أن الله استخلفهم في الأرض وأورثهم أقطارها وشعوبها حقا مقدسا مقضيا، وأن الدول القائمة كافة دعية مغتصبة وأن على اليهود المجاهدة لاسترداد حقهم في فلسطين أرض الميعاد، تحت إمرة ملك من نسل داود، فإذا استتب لهم الأمر فيها عملوا على تنفيذ الشق الثاني من الوعود الإلهية، واتخاذ ملكهم في فلسطين قاعدة لملكهم العالمي السرمدي، وقسر الحكومات والدول على التسليم لهم، والاستسلام لمشيئتهم المستمدة من مشيئة الله. وينتهي الأمر بظهور المسيح المنتظر الذي أفاضت التوراة في ذكره.
ويستند اليهود في دعواههم العودة إلى أرض الميعاد فلسطين بأن ذلك ثابت من أحداث التاريخ في:
محاولة موسى عليه السلام دخول فلسطين مع الأسباط الهاربين من مصر.
ثم غزوة يوشع لتخوم فلسطين. ثم تأسيس مملكة اليهود الأولى في عهد شاؤول.
ثم عودة اليهود من بابل بعد السبي بزعامة زرو بابل.