نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٦ - الصفحة ٣٢٤
متواترة إلى يوم الدين.
فبكلمات هؤلاء الذين وصفهم شاه ولي الله الدهلوي بهذه الألقاب فندنا - ولله الحمد - مزاعم (الدهلوي) ورددنا أباطيله.
* قال الزمخشري: * (النبي أولى بالمؤمنين) * في كل شئ من أمور الدين والدنيا و * (من أنفسهم) * ولهذا أطلق ولم يقيد، فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، وحقه آثر لديهم من حقوقها، وشفقتهم عليه أقدم من شفقتهم عليها، وأن يبذلوها دونه ويجعلونها فداءه إذا أعضل خطب ووقاءه إذا لفحت حرب، وأن لا يتبعوا ما تدعوهم إليه نفوسهم، ولا ما تصرفهم عنه، ويتبعوا كلما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفهم عنه... " (1).
* وقال أبو العباس الخويي (2) ما حاصله: إن قوله تعالى: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * يفيد أولوية النبي بالتصرف، فلو تعلقت إرادته حرمة شئ على الأمة ومنعها منه نفذت إرادته وكانت الحكمة على طبقها... وهذا عين الأولوية بالتصرف (3).
* وقال النسفي: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * أي: أحق بهم في كل شئ من أمور الدين والدنيا، وحكمه أنفذ عليهم من حكمها، فعليهم أن يبذلوا نفسه دونه ويجعلوها فدائه. أو: هو أولى بهم، أي: أرأف بهم وأعطف

(1) الكشاف 3 / 251.
(2) أحمد بن الخليل المتوفى سنة 637 أو 693، فقيه، أصولي، مفسر، متكلم، أديب. له مصنفات. السبكي 5 / 8، مرآة الجنان 4 / 222 وغيرهما.
(3) تفسير الخوئي - مخطوط.
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست