بل إن ظاهر كلمات المحققين من النحاة صحة تركيب " هو أولى " و " هما أوليان "، فإنهم قد صرحوا بجواز حذف " من ومجرورها " بعد اسم التفضيل، ولهم على ذلك شواهد من الكتاب وأشعار العرب: قال الأزهري: " وقد تحذف من مع مجرورها للعلم بهما، نحو: * (والآخرة خير وأبقى) * أي من الحياة الدنيا. وقد جاء الاثبات والحذف في: * (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) * أي منك. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
وأفعل التفضيل صله أبدا * تقديرا أو لفظا بمن إن جردا وأكثر ما تحذف من مع المفضول إذا كان أفعل خبرا في الحال أو في الأصل، فيشمل خبر المبتدأ وخبر كان وإن وثاني مفعولي ظن وثالث مفاعيل أعلم... " (1).
وقال الرضي: " وإذا علم المفضول جاز حذفه غالبا إن كان أفعل خبرا كما يقال لك: أنت أسن أم أنا؟ فتجيب بقولك: أنا أسن. ومنه قوله: * (الله أكبر) * ... ويجوز أن يقال في مثل هذه المواضع: إن المحذوف هو المضاف إليه، أي أكبر كل شئ... ويجوز أن يقال: إن من مع مجرورة محذوف، أي أكبر من كل شئ... " (1).
والأعجب من كل ذلك غفلة الرازي عن صيغة التكبير الذي يفتتح به الصلاة في كل صباح ومساء.
13 - وجوه بطلان منع " هو أولى الرجل ".
وأما قول الرازي: " وتقول: هو مولى الرجل ومولى زيد ولا تقول هو أولى الرجل ولا أولى زيد " فيبطله وجوه: