وأصحاب المذاهب إن الذي اضطرهم إلى الصاق ما حدث بعبد الله بن سبأ وافتراض وجوده، هو تنزيه الصحابة من الإقدام على تلك الجرائم من غير أن تضطرهم مصلحة الإسلام إلى ذلك، أما وقد اشتركوا فيها فلا بد أن يكون اشتراكهم لدرء الأخطار الناجمة عن تدخل ذلك اليهودي في أمور المسلمين وعليه وحده تكون مسؤولية جميع ما حدث.
وهذا التبرير لاشتراك الصحابة في تلك الفتن والمعارك أغرب وأفظع مما نسب إلى السبئية لأن المؤرخين وكتاب الفرق والسلفيين من المحدثين بعد اعترافهم بفظاعة ما أحدثه الصحابة في تلك الفترة قد افترضوا شخصية قامت بدور خاص تتحمل مسؤولية كل ما حدث مما اضطر الصحابة لتلك المواقف التي لا تليق بهم بعد جهادهم الطويل ومواقفهم مع رسول الله، ولا بد وأن تكون تلك الشخصية هي ذلك اليهودي الدخيل عبد الله بن سبأ وبالتالي ليقع عليه عب ء أكبر انشقاق عقائدي بظهور مذهب الشيعة بالإضافة إلى مواقفه السياسية الأخرى.
بهذا المنطق الغريب يفترض كتاب الفرق وأصحاب المذاهب لا سيما السلفيين وبعض المؤرخين على حد تعبير الدكتور أحمد صبحي وجود السبئية التي أحدثت ذلك التحول في تاريخ الإسلام ويحملون الشيعة أوزار كل ما حدث.
وعلى أساس هذه التلفيقات والافتراضات لا يزال أكثر الكتاب وحتى الدكاترة منهم يقولون: إن التشيع مأوى لكل من يريد هدم الإسلام ويحملون الشيعة مسؤولية أولئك الذين هم أبعد الفرق عن التشيع.
ويشترك مع طه حسين كثير من المستشرقين في وهمية وجود