التوضيحات المنطقية، أن تحل بقية الشبهات، لدي هناك شبهة أخرى وبعون الله سوف أطرحها عليكم في الجلسة القادمة.
عالم الدين: من اللطيف، أن أغلب مفسري السنة، في ذيل تفسير " آية الكرسي " 255 من سورة البقرة، قد ذكروا طلبا لموسى (عليه السلام) شبيها بهذا الطلب، وإليك خلاصته: رأى موسى (عليه السلام) الملائكة في عالم النوم، فسألهم، هل الله ينام؟
فأوحى الله لملائكته، بأن لا تجعلوا موسى (عليه السلام) ينام، فأيقظت الملائكة موسى (عليه السلام) ثلاث مرات من نومه وكانوا يراقبوه حتى لا ينام، فحينما أحس موسى بالتعب الشديد والاحتياج المبرم للنوم، أعطي بيد موسى قنينتين مملوءتين بالماء على أن يحمل في كل يد قنينة مملوءة بالماء طبقا للوحي الإلهي، فلما تركوه ولم يراقبوه سقطت القنينتين من يديه وانكسرتا.
فأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): بقدرتي جعلت السماوات والأرض، فلو أخذني نوم أو نعاس لزالتا (1).
وهنا يطرح هذا السؤال، كيف يسأل موسى (عليه السلام) الملائكة هذا السؤال مع أنه رسول الله، ويعلم أن الله لا يكون في معرض العوارض الجسمية، كالنوم.
فأجاب الفخر الرازي عن هذا السؤال: " على فرض صحة الرواية، لا بد من القول أن سؤال موسى (عليه السلام) كان من لسان قومه الجهلة (2).
وبعبارة أوضح: تعرض موسى (عليه السلام) تحت ضغط وإصرار قومه الجهلة،