كبقاء الله، ومحال أن يبقوا كذلك؟
فقال هشام: إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقى بلا مبق، وليس هو كذلك.
فقال: محال أن يبقوا للأبد.
قال: قال: ما يصيرون؟
قال: يدركهم الخمود.
قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس (1)؟
قال: نعم.
قال: فإن اشتهوا أو سألوا ربهم بقاء الأبد.
قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك.
قال: فلو أن رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار، ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقتان بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة