مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ٤١٠
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (1).
قال (عليه السلام): إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فصلى خلفه، وقال (صلى الله عليه وآله): إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا (2)، فطوبى للغرباء (3) قيل: يا رسول الله ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يرجع الحق إلى أهله.
فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ (4)؟

(١) مسند أحمد بن حنبل: ج ٥ ص ٣٤٠، كنز العمال: ج ١١ ص ١٣٤ ح ٣٠٩٢٤، كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: ج ٢ ص ٥٧٦، عنه بحار الأنوار: ج ٢٨ ص ١٠ ح ١٥، مجمع البيان للطبرسي: ج ٧ ص ٣٦٧.
(٢) قال الجزري: أي أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبى للغرباء أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الإسلام. (بحار الأنوار: ج ٨ ص ١٢).
(٣) صحيح مسلم: ج ١ ص ١٣٠ ح ٢٣٢ - (١٤٥)، مسند أحمد: ج ٤ ص ٧٣، تاريخ بغداد للخطيب: ج ٣ ص ٢٧٢، مجمع الزوائد: ج ٧ ص ٢٧٨، مشكل الآثار للطحاوي: ج 1 ص 297.
(4) وهناك من التبس عليه الحق فخلط بين الرجعة والتناسخ ولم يفهم الفرق بينهما وادعى أن الرجعة نوع من التناسخ، وكما لا يخفى أن التناسخ كما يعتقد أصحابه هو: انتقال النفس الناطقة من بدن إلى بدن آخر غير الأول، والذين يعتقدون ذلك يسمون (التناسخية)، وهؤلاء من جملة اعتقاداتهم كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (البحار ج 4 ص 320 ح 3):... والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه في قالب آخر، إن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة الدنيا، وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا، أو هوام مشوهة الخلقة الخ.
وأما الرجعة فهو رجوع النفس إلى البدن الأول بمشخصاته النفسية لا أنها تحل في بدن آخر غير الأول.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 405 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست