مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ٤١٣
إن الإله الذي لا شئ يشبهه آتاكم الملك للدنيا وللدين آتاكم الله ملكا لا زوال له حتى يقاد إليكم صاحب الصين وصاحب الهند مأخوذ برمته وصاحب الترك محبوس على هون (1) حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور، فقال سوار: هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه، والله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم، وإنه لينطوي في عداوتكم.
فقال السيد: والله إنه لكاذب، وإنني في مديحك لصادق، ولكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وإن انقطاعي ومودتي لكم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي، وإن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام، وقد أنزل الله عز وجل على نبيه - عليه وآله السلام - في أهل بيت هذا: * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) * (2). (3) فقال المنصور: صدقت.
فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما.
فقال السيد: أما قوله بأني أقول بالرجعة فإن قولي في ذلك على ما قال الله

(1) ديوان السيد الحميري: ص 444، قصيدة رقم: 187، الغدير للأميني: ج 2 ص 233.
(2) سورة الحجرات: الآية 4.
(3) جاء في أسباب النزول للواحدي: 219 - 220 إن هذه الآية الشريفة نزلت في جفاة بني تميم، قدم وفد منهم على النبي (صلى الله عليه وآله) فدخلوا المسجد، فنادوا النبي (صلى الله عليه وآله) من وراء حجرته أن أخرج إلينا يا محمد... فأنزل الله تعالى: * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) *.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 419 ... » »»
الفهرست