ولم يرجعوا إليه - وهو فاروق الأمة بالنص الصريح الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) - ماذا سيكون جوابهم غدا أمام الله؟
إن من يعتبر معاوية خليفة لا بد وأن يطيعه، ومن يطيعه يسب عليا بالنتيجة، وهو من قال عنه الرسول (صلى الله عليه وآله): " من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله " (1).
فكيف يوالي إخواننا السنة معاوية، ويدعون في الوقت نفسه موالاة علي (عليه السلام)؟ أليس من المحال الجمع بين النقيضين؟
وإذا ما تجاوزنا هذا، فما هو قولكم في سائر الخلفاء الاثني عشر؟ كيف يمكن تحديد الخلفاء الحقيقيين الاثني عشر للرسول (صلى الله عليه وآله) من بين كل هؤلاء الذين هم في الظاهر خلفاء للرسول (عليه السلام)؟ وهنا يجب الرجوع إلى صديق الأمة الأكبر وفاروق الحق من الباطل ألا وهو علي (عليه السلام).
وعلى كل حال فإذا كانت الكتب الروائية السنية قد ذكرت عدد الأئمة فقط، أو نقلت في بعض الموارد أسماءهم بالتفصيل أو بالإيجاز، فإن كتبنا نحن الشيعة قد ذكرت الأسماء المباركة للأئمة الاثني عشر نقلا عن لسان الرسول (صلى الله عليه وآله) وعن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو مما لا شك فيه.
أنا آسف لأن الوقت قد انتهى وإلا لقرأت لك آية من القرآن تبين الأئمة الاثني عشر، ولكن نتركها إلى اللقاء القادم الذي سيكون آخر لقاء بيننا.