جالسا مستوفزا، قال: يا شعبي هذا يوم أضحى، وقد أردت أن أضحي برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به.
فقلت: أيها الأمير، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتضحي بما أمر أن يضحي به، وتفعل فعله، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره.
فقال: يا شعبي، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه، لكذبه على الله وعلى رسوله، وإدخاله الشبهة في الإسلام.
قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟
قال: لا بد منه.
ثم أمر بنطع فبسط، وبالسياف فأحضر، وقال: أحضروا الشيخ، فأتوه به، فإذا هو يحيى بن يعمر (1)، فأغممت غما شديدا، فقلت في نفسي: وأي شئ يقوله