وكان عثمان متكئا، فجلس، وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) جالسا عنده، فقال: ستعلم فاطمة (عليها السلام) أنى ابن عم لها اليوم، ثم قال: ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر، ولفقتما معكما أعرابيا يتطهر ببوله، مالك بن الحويرث بن الحدثان (1)، فشهدتم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة (2)، (حتى منعتما فاطمة ميراثها، وأبطلتما حقها، فكيف تطلبين اليوم ميراثا من النبي (صلى الله عليه وآله))؟!
فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما شهدتما بباطل، فعلى من شهد بالباطل لعنه الله والملائكة والناس أجمعين.
فقالتا: يا نعثل (3)، والله لقد شبهك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنعثل اليهودي!!