مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٩٧
به؟
قالا: نعم.
فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرض فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني.
قالا: نعم، سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني، وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله) لأشكونكما إليه.
فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله، لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها.
ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي...
قال: فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة (عليها السلام)، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمسا وسبعين ليلة. (1)

(١) الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ج ١ ص ٢٠، أعلام النساء لكحالة: ج ٤ ص ١٢٣ - ١٢٤، وقد ذكر نتفا ومقاطع من هذه المناظرات التي جرت بين فاطمة الزهراء (عليها السلام) والخليفة كل من:
الذهبي في تاريخ الإسلام: ج ٣ ص ٢٣ - ٢٤، والحموي في معجم البلدان: ج ٤ ص ٢٣٩ (عند ذكره فدكا) وكحالة في أعلام النساء: ج ٤ ص ١٢٢٤، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:
ج ١٦ ص ٢١٤
- 220 و ص 230 و 232.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست