مناظرات في العقائد والأحكام - الشيخ عبد الله الحسن - ج ١ - الصفحة ١٨٦
فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السلام) إلى أبي بكر ثم قالت: لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأخرجت وكيلي من فدك، وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى؟
فقال: هاتي على ذلك بشهود، فجاءت بأم أيمن (1)، فقالت له أم أيمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى احتج عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " أم أيمن امرأة من أهل الجنة " (2).
فقال: بلى.

(١) أم أيمن هي: بركة بنت ثعلبة كنيت بابنها أيمن بن عبيد، مولاة النبي (صلى الله عليه وآله) وحاضنته، ورثها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أمه، ولما تزوج خديجة (عليها السلام) أعتقها، وهي من المهاجرات الأوائل، هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، وقد شهدت حنينا واحدا وخيبر، وكانت في أحد تسقي الماء وتداوي الجرحى، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزورها وكان يقول لها: يا أمه، وإذا نظر إليها قال: هذه بقية أهل بيتي، وروي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من أراد أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة - بعد عبيد الحبشي - فولدت له أسامة بن زيد، وكانت أم أيمن على درجة كبيرة من الفضل والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، وذكر الشيخ المفيد عليه الرحمة في خبر فدك: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما أعطى فدكا لفاطمة (عليها السلام) قال لها ولعلي (عليه السلام): يا أم أيمن اشهدي ويا علي اشهد، ومن شدة حب أم أيمن لفاطمة (عليها السلام) كما رواه في الخرائج أنها لما توفيت فاطمة (عليها السلام) حلفت أم أيمن أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها، فخرجت إلى مكة الخ، توفيت أم أيمن - رضي الله عنها - بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بخمسة أشهر وقيل توفيت في خلافة عثمان.
راجع: تهذيب التهذيب لابن حجر: ج ١٢ ص ٤٥٩، أعلام النساء: ج ١ ص ١٢٧، سفينة البحار: ج ٢ ص ٧٣٦، الإختصاص للمفيد: ص ١٨٤، تنقيح المقال للمامقاني: ج ٣ ص ٧٠ فصل النساء.
(٢) جاء في كنز العمال: ج ١٢ ص ١٤٦ ح 34416، من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، و ح 34417 عنه (صلى الله عليه وآله): أم أيمن أمي بعد أمي.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 183 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست