وفي رواية أخرى قال له: نشدتك الله! أتذكر يوم مررت بي ورسول الله (صلى الله عليه وآله) متكئ على يدك، وهو جاء من بني عوف، فسلم علي وضحك في وجهي، فضحكت إليه، لم أزده على ذلك، فقلت: لا يترك ابن أبي طالب يا رسول الله زهوه! فقال لك: مه إنه ليس بذي زهو، أما إنك ستقاتله وأنت له ظالم!!
فاسترجع الزبير وقال: لقد كان ذلك، ولكن الدهر أنسانيه، ولأنصرفن عنك، فرجع. (1) وفي رواية ثالثة عن أبي مخنف في كتاب الجمل، قال: برز علي (عليه السلام) يوم الجمل، ونادى بالزبير: يا أبا عبد الله، مرارا، فخرج الزبير فتقاربا حتى اختلفت أعناق خيلهما، فقال له علي (عليه السلام): إنما دعوتك لأذكرك حديثا قاله لي ولك رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتذكر يوم رآك وأنت معتنقي، فقال لك: أتحبه؟ قلت: وما لي لا أحبه وهو أخي وابن خالي! فقال: أما إنك ستحاربه وأنت ظالم له!
فاسترجع الزبير، وقال: أذكرتني ما أنسانيه الدهر، ورجع إلى صفوفه.
فقال له عبد الله ابنه: لقد رجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به!
فقال: أذكرني علي (عليه السلام) حديثا أنسانيه الدهر، فلا أحاربه أبدا، وإني لراجع وتارككم منذ اليوم.
فقال له عبد الله: ما أراك إلا جبنت عن سيوف بني عبد المطلب، إنها لسيوف حداد، تحملها فتية أنجاد.