وغيره - بانت عداوته، وعصبيته، لأن قصة الاحراق جرت قبل مبايعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والجماعة الذين كانوا معه في منزله، وهم إنما يدعون الإجماع - فيما بعد - لما بايع الممتنعون... فبان: أن الذي أنكرناه منكر (1) ".
وقال الشيخ الطوسي أيضا:
وقد روى البلاذري، عن المدائني، عن مسلمة بن محارب، عن سليمان التميمي عن أبي عون: أن أبا بكر أرسل إلى علي (عليه السلام) يريده على البيعة، فلم يبايع - ومعه قبس - فتلقه فاطمة (عليها السلام) على الباب، فقالت: يا ابن الخطاب، أتراك محرقا علي بابي؟
قال: نعم (2) وذلك أقوى فيما جاء به أبوك. وجاء علي (ع)، فبايع.
قال الشيخ الطوسي: وهذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة، وإنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي العامة، لكنهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة. وربما تنبهوا على ما في بعض ما يروونه عليهم، فكفوا منه، وأي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع؟ (3).