حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٤
على أن الروايات هذه تحمل - كما تقدم - على اختلاف مستوى الصحابة، فلم يكونوا يستطيعون التصريح بكل ما يعلمون، وقد تقدم توضيح ذلك قريبا.
- اما الطائفة الثانية: وهي روايات نسيان النبي ونومه عن صلاة الصبح، فردها من أمور:
أولا: ان هذه الروايات وان كان بعضها مرضي السند، إلا أن القطع بصحتها مشكل، مع ما ورد من طوائف من الروايات تؤكد عصمة آل محمد عن الخطأ، وتثبت لهم العلم بكل الأحكام الشرعية، وان علمهم سواء فيه، ولا تستثنى النسيان لمصلحة ما، كالتعليم وعدم الغلو وما شابه ذلك من أسباب النسيان.
ثانيا: اثبات النسيان للنبي (صلى الله عليه وآله) أو لآل محمد (عليهم السلام) ينافي مضمون آية التطهير وآية: * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * فمن أثبت النسيان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد أثبته على الوحي الموحي إليه من الله تعالى بنص هذه الآية.
ثالثا: إثبات النسيان أو ترك الصلاة الواجبة فيه نوع شين ونقص عند العرف العام والخاص، فأهل الصلاة في كل عصر ومكان إذا ناموا عن صلاة الصبح يعتبرون أنفسهم مذنبين مقصرين، ويستغفروا الله ويعتبروا ان الشيطان بال في آذانهم - كما في بعض الروايات - (1).
وإذا سئل البعض يحاول اخفاء هذا الأمر حياء لما فيه من المنقصة والمهانة بترك الواجب، وهذا شئ مسلم، ومن ينكر ذلك فعليه أن يجرب وينام عن صلاته ثم يعرضها أمام الناس.
فكيف يريدونا أن نتعقل ذلك في نبينا نبي الهدى وآل بيته الأطهار المصطفين الأخيار.
ولمن أراد مزيد بيان فليراجع رسالة الشيخ المفيد (قده) في عدم سهو

1 - رشفة الصادي: 302 الخاتمة (بتحقيقنا).
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173