وهل الاعتقاد بالعلم ضروري، بحيث ان من أنكره أنكر ضرورة من ضروريات الدين أم لا؟
اما بالنسبة للأول، فالمسألة مربوطة بالإمامة، إذ ما هو القدر الذي يجب معرفته من علم الإمام بحيث لا يكون معه جاهلا لإمامه (عليه السلام)، ولا يشمله حديث " من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ".
فإذا قلنا أن المعرفة الإجمالية لعلم الإمام كافية في معرفة الإمام بصفاته، كان الواجب هو العلم الاجمالي. وإلا كان الواجب العلم التفصيلي بعلوم الإمام.
والذي يقوى في النفس التفصيل بين أهل العلم القادرين على المعرفة التفصيلية، وبين العوام الذين لا يقدرون على تلك المعرفة.
فاما العوام فالواجب عليهم المعرفة الاجمالية.
واما أهل العلم والقدرة فلا يكتفى منهم بالإجمالية، لأن معرفة الإمام منهم تقتضي المعرفة التفصيلية، فإذا قصروا في معرفة علمه التفصيلي كانوا مقصرين في نفس معرفة الإمام لمكان قدرتهم العلمية.
وإن شئت قلت: معرفة العلم التفصيلي للإمام واجب عيني، إلا أنه منوط بالقدرة، فيخرج عامة الناس لعدم تحقق القدرة العلمية فيهم.
على أنه يجب أن يكون الإمام أفضل أهل زمانه من كل الجهات والتي من أهمها العلم، فكيف نريد أن نحكم عليه بأنه الأفضل بلا المعرفة التفصيلية لعلمه؟!
إن قيل: يكفي ما نقل لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم؟
قلنا: الواجب الشرعي والعقلي على كل انسان أن يعرف إمام زمانه، وإلا مات ميتة جاهلية، كما في الأحاديث (1)، وهذا الواجب يجب تحصيله على كل فرد بنفسه لا بنقل ناقل.
على اننا ننقل الكلام للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هل يجب معرفة علمه تفصيلا أم