حقيقة علم آل محمد (ع) وجهاته - السيد علي عاشور - الصفحة ١٢
وهل الاعتقاد بالعلم ضروري، بحيث ان من أنكره أنكر ضرورة من ضروريات الدين أم لا؟
اما بالنسبة للأول، فالمسألة مربوطة بالإمامة، إذ ما هو القدر الذي يجب معرفته من علم الإمام بحيث لا يكون معه جاهلا لإمامه (عليه السلام)، ولا يشمله حديث " من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ".
فإذا قلنا أن المعرفة الإجمالية لعلم الإمام كافية في معرفة الإمام بصفاته، كان الواجب هو العلم الاجمالي. وإلا كان الواجب العلم التفصيلي بعلوم الإمام.
والذي يقوى في النفس التفصيل بين أهل العلم القادرين على المعرفة التفصيلية، وبين العوام الذين لا يقدرون على تلك المعرفة.
فاما العوام فالواجب عليهم المعرفة الاجمالية.
واما أهل العلم والقدرة فلا يكتفى منهم بالإجمالية، لأن معرفة الإمام منهم تقتضي المعرفة التفصيلية، فإذا قصروا في معرفة علمه التفصيلي كانوا مقصرين في نفس معرفة الإمام لمكان قدرتهم العلمية.
وإن شئت قلت: معرفة العلم التفصيلي للإمام واجب عيني، إلا أنه منوط بالقدرة، فيخرج عامة الناس لعدم تحقق القدرة العلمية فيهم.
على أنه يجب أن يكون الإمام أفضل أهل زمانه من كل الجهات والتي من أهمها العلم، فكيف نريد أن نحكم عليه بأنه الأفضل بلا المعرفة التفصيلية لعلمه؟!
إن قيل: يكفي ما نقل لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم؟
قلنا: الواجب الشرعي والعقلي على كل انسان أن يعرف إمام زمانه، وإلا مات ميتة جاهلية، كما في الأحاديث (1)، وهذا الواجب يجب تحصيله على كل فرد بنفسه لا بنقل ناقل.
على اننا ننقل الكلام للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هل يجب معرفة علمه تفصيلا أم

١ - المعجم الكبير: ١٠ / ٢٨٩ ح ١٠٦٨٧، والمعجم الأوسط: ٤ / ٢٤٣ ح ٣٤٢٩، والشريعة للآجري: ٩، وكنز العمال: ١ / ٢٠٧ ح ١٠٣٥، والكافي: ١ / 377 ح 3، وعيون أخبار الرضا: 2 / 58 باب 7، وكمال الدين: 2 / 412 - 668 باب 39، وغيبة النعماني: 80 - 84 باب 7.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 6 7 9 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تمهيد: 9
2 وجوب معرفة علم الإمام (عليه السلام) 11
3 سبب اخفاء النبي (صلى الله عليه وآله) للعلم الرباني 13
4 الجهة الأولى: علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 17
5 مراتب علم آل محمد (عليهم السلام) وأقسامه 19
6 وجوه الجمع بين أحاديثهم الصعبة 21
7 الجهة الثانية: زمان علم آل محمد (عليهم السلام) 23
8 الجهة الثالثة: ماهية علم آل محمد (عليهم السلام) 31
9 العلم الكسبي الحصولي 33
10 العلم اللدني 35
11 الآيات الدالة على العلم اللدني 35
12 الأحاديث الدالة على العلم اللدني 53
13 الدليل العقلي 55
14 الفرق بين العلم اللدني الحضوري والكسبي الحصولي 57
15 العلم الإرادي 61
16 تمحيص الاحتمالات 63
17 شبهات حول العلم اللدني 69
18 رد الشبهات 70
19 الجهة الرابعة: منبع ومصدر حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 79
20 الطائفة الأولى: ما دل أن مصدر علمهم القرآن والكتاب 79
21 الطائفة الثانية: ان علمهم من ليلة القدر 81
22 الطائفة الثالثة: ان علمهم من عامود النور 83
23 الطائفة الرابعة: ان علمهم وراثة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 85
24 الطائفة الخامسة: ان علمهم بواسطة القذف والنقر 87
25 الطائفة السادسة: ان علمهم بالإلهام 91
26 الطائفة السابعة: في أنهم محدثون 93
27 الطائفة الثامنة: ان علمهم بواسطة الوحي وجبرائيل 95
28 الطائفة التاسعة: ان علمهم بواسطة الروح 101
29 الطائفة العاشرة: ان علمهم بلا واسطة بل من الله بالمباشرة 105
30 الترجيح بين الطوائف العشر 113
31 الجهة الخامس: كيفية حصول علم آل محمد (عليهم السلام) 119
32 الجهة السادسة: سعة علم آل محمد (عليهم السلام) 121
33 الاحتمال الأول: انهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ 121
34 الاحتمال الثاني: علمهم بالكتاب والقرآن الكريم 123
35 الاحتمال الثالث: عندهم علم السماوات والأرض والجنة وكل غائبة فيهم 125
36 الاحتمال الرابع: علمهم بما هو كائن ويكون 127
37 الاحتمال الخامس: علمهم بما يحتاج إليه الناس وبأمورهم 129
38 الاحتمال السادس: عندهم جوامع العلوم وأصوله 131
39 الاحتمال السابع: عندهم علم جميع الأنبياء (عليهم السلام) وكتبهم السابقة والملائكة 133
40 الاحتمال الثامن: انهم أعلم من الأنبياء (عليهم السلام) 135
41 الاحتمال التاسع: علمهم بكل شيء أو بما لا يعلمون 137
42 الاحتمال العاشر: علم آل محمد (عليهم السلام) للغيب 139
43 الآيات الدالة على علم النبي (صلى الله عليه وآله) للغيب 147
44 تمحيص الاحتمالات 155
45 علم آل محمد (عليهم السلام) بزمان ومكان موتهم 159
46 دفع اشكال معرفة الإمام بموته (عليه السلام) 163
47 أحاديث تساوي محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) 173