الروض النضير في معنى حديث الغدير - فارس حسون كريم - الصفحة ٢٣٩
أشهد عليه فلان وفلان وكفى بالله شهيدا (1).
ولما أبرم الصلح، ودخل معاوية الكوفة، كلم عمرو بن العاص معاوية أن يأمر الحسن عليه السلام فيخطب الناس، فكره ذلك معاوية، وقال: لا حاجة لنا في ذلك، قال عمرو: لكني أريد ذلك ليبد وعيه، فإنه لا يدري هذه الأمور ما هي، فلم يزل بمعاوية حتى أمره أن يخطب، وقال له: قم يا حسن، وكلم الناس فيما جرى بيننا، فقام الحسن عليه السلام، فحمد الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله، ثم قال:
أيها الناس، إن أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور، ولو أنكم طلبتم ما بين " جابلق " و " جابلص " رجلا جده رسول الله صلى الله عليه وآله، ما وجدتموه غيري، وغير أخي الحسين عليه السلام، وقد علمتم أن الله تعالى هداكم بجدي محمد صلى الله عليه وآله، فأنقذكم من الضلالة، ورفعكم به من الجهالة، وأعزكم به بعد الذلة، وكثركم به بعد القلة.
وأن معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الأمة، وقطع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، فرأيت أن أسالم لمعاوية، وأضع الحرب بيني وبينه، وقد بايعته ورأيت أن حقن الدماء

(١) الصواعق المحرقة: ٨١، تاريخ الطبري: ٦ / ٩٢، الكامل في التاريخ: ٣ / ١٧٥، البداية والنهاية: ٨ / ١٤، تذكرة الخواص: ١١٣، شرح ابن أبي الحديد: ٤ / ١٦ وفيه: فلما استقر له الأمر، ودخل الكوفة، وخطب أهلها، فقال: يا أهل الكوفة، أتراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج؟ وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم - إلى أن قال: - وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين.
وقال أبو إسحاق السبيعي: إن معاوية قال في خطبته - بالنخيلة -: ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به، قال أبو إسحاق: وكان والله غدارا.
مقاتل الطالبيين: ٢٩.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست