كان في الوفاء بها مصالح شاملة منها: أن لا يتعرض عماله إلى سب أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر، ولا ذكره بسوء، ولا القنوت عليه في الصلوات.
وأن يؤمن شيعته، ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل كل ذي حق حقه، فأجابه معاوية إلى ذلك كله، وكتب بينه وبينه لذلك كتابا (1) صورته هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام معاوية بن أبي سفيان.
صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين على أن يعمل بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله، وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين، وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا، بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين، وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى، في شامهم، وعراقهم، وحجازهم، ويمنهم، وعلى أن أصحاب علي عليه السلام وشيعته، آمنون على أنفسهم، وأموالهم، ونسائهم، وأولادهم، حيث كانوا، وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وعلى أن لا يبتغي للحسن بن علي عليه السلام، ولا لأخيه الحسين عليه السلام، ولا لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، غائلة، سرا ولا جهرا، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق.