ومن ذلك كان التعرض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله رجاء أن يصدر منه ما يمكن التمسك به أو حتى رجاء سكوته واستغلاله كعلامة على ما يمكن أن يدعوه أو يتمنوه.
5 - ويبدو أن الخليفتين أبا بكر وعمر كانا حريصين جدا على أن تكون لهما بعض الأدوار الخطيرة للإمام سواء في حياة الرسول صلى الله عليه وآله أو بعد مماته.
وقد تكرر منهما إظهار ذلك في حياة الرسول صلى الله عليه وآله، وتعرضهما للرسول صلى الله عليه وآله رجاء أن يقرهما أو يكون في حالة يمكن لهما معها ابتغاء الدور أو المنزلة التي يختص بها الإمام دون المؤمنين.
6 - كان الإمام يتفوق على الصحابة جميعا في جميع المواقف والخصائص ومن جميع الوجوه وكان يتفوق في بعض المواقف على أهل الطموح من الصحابة وعلى أهل العناوين الصارخة من قريش كخالد بن الوليد وغيره، بحوادث هامة لها أثرها في النفوس، كفتح اليمن وفتح خيبر.
7 - ولم يسلم وسط الأنصار من تمني بعض ما للإمام من خصائص، وما مواقف أنس إلا من معالم هذه الظاهرة.
وينبغي أن نختم الكتاب بهذا الكلام، والحمد لله على توفيق الإتمام.
اللهم أبلغ صلاتي وسلامي إلى جناب نبيك وآله الأطهار، واجعل مودتهم يوم القيامة سببا لإجارتي من النار، فإنك تعلم أن ولاءهم في قلبي مكنون، وقلبي بولائهم مشحون، وهذا عندك وسيلتي، وللنجاء عن الدركات جبلتي، وأرجو لمحبة العترة الطاهرة الفوز بمقاصد الدنيا والآخرة.