وعند أبي نعيم في " الحلية "، عن أبي بكرة، بلفظ: " إن هذا ريحانتي، وإن هذا ابني سيد، وعسى أن يصلح الله تعالى به بين فئتين من المسلمين " (1).
وأخرج الحاكم، عن عبد الرحمان بن جبير بن نفير، قال: قلت للحسن عليه السلام: إنك تريد الخلافة؟ فقال عليه السلام: قد كان جماجم العرب في يدي، يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وآله، ثم ابتزها أهل الحجاز (2).
وأخرج أحمد، والهيثم بن كليب الشاشي، والحاكم، كلهم عن علي عليه السلام قال: لما ولد الحسن عليه السلام سميته حمزة، فلما ولد الحسين عليه السلام سميته باسم عمه جعفر، قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: إني أمرت أو رأيت أن أغير اسم ابني هذين، فقلت: الله ورسوله أعلم، فسماهما حسنا وحسينا (3).
وهذا الحديث صحيح على رأي الحاكم.
ولما استشهد أبوه أمير المؤمنين عليه السلام ولي الخلافة بوصية إليه، وقال بعض أهل الأخبار: بويع له بإجماع أهل الحل والعقد عليه، وكان ذلك لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، فرتب العمال، وأمر الأمراء،