للأمة؟
وكان من أثر هذه التمهيدات التي قام بها السبط الأول عليه السلام أن ترنح بناء الدولة الطاغية عند الضربة التي سددها شقيقه وخليفته الإمام الحسين عليه السلام ثم هوى الصرح وتدكدك البناء.
روي عن الصادق عليه السلام خطبة الحسن بن علي عليه السلام عند موادعته لمعاوية - وكذلك روى ملخصها عن أبي عمر زاذان - وفيها: "... قد تركت بنو إسرائيل - وكانوا أصحاب موسى - هارون أخاه وخليفته ووزيره، وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم، وهم يعلمون أنه خليفة موسى، وقد سمعت هذه الأمة رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لأبي: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقد رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله حين نصبه لهم - بغدير خم - - وسمعوه، ونادى له بالولاية، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب، وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله حذرا من قومه إلى الغار لما أجمعوا على أن يمكروا به، وهو يدعوهم لما يجد عليهم أعوانا، ولو وجد عليهم أعوانا لجاهدهم، وقد كف أبي يده وناشدهم واستغاث أصحابه، فلم يغث ولم ينصر، ولو وجد عليهم أعوانا ما أجابهم، وقد جعل في سعة كما جعل النبي صلى الله عليه وآله في سعة، وقد خذلتني الأمة وبايعتك يا ابن حرب.. " (1) الخبر.
وفي احتجاج آخر للإمام المجتبى عليه السلام على معاوية: " تعجب - يا معاوية - أن سمى الله من الأئمة واحدا بعد واحد، وقد نص عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم - - وفي غير موطن، واحتج بهم عليهم، وأمرهم