(ومنهم) محب الدين الطبري فإنه أخرج في ذخائر العقبى (ص 82) مراجعة عمر إلى علي عليه السلام في قضاياه المشكلة وقوله: اللهم لا تنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي، وذكر أيضا عن يحيى بن عقيل قال: كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي (قال) وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شئ فأجابه: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أبا الحسن. (وقال المؤلف) أن لعمر مع علي عليه السلام عندما كان يفرج عنه كلمات عديدة بعبارات مختلفة، وقد جمعنا بعضها في كتابنا (علي والخلفاء ص 114 و ص 118 و ص 126 و ص 127) راجع الكتاب لكي تعرف أن عليا عليه السلام كان مقدرا عند معاصريه من الخلفاء وغيرهم، وأنه عليه السلام مع أنه كان جليس داره كان هو المرجع في حل مشكلات المسلمين، وقد ذكرنا في كتابنا المشار إليه ما يقرب من (140) قضية مشكلة راجعوا فيها أمير المؤمنين عليه السلام فحلها عليه السلام حلا مرضيا. (وقال المؤلف) ومن جملة علماء الشافعية الذين ذكروا قول عمر في حق علي عليه السلم (علي أقضانا) الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 130) (قال) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر قال: علي أقضانا، (ثم قال: عمر) أخذت ذلك من رسول الله فلا أتركه أبدا. (قال المؤلف) قول عمر أخذا ذلك من رسول الله أشار به إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي أقضاكم، يقول فإني أخذت قولي في علي: علي أقضانا، من قول ابن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه أيضا ابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة (ص 17). وخرج الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 104) بعد أن قال: كان علي أعلم الصحابة قال: ويدل على أن عليا كان أعلم الصحابة وجوه، (الأول) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقضاكم علي، والقاضي محتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الكل في القضاء لزم ترجيحه عليهم في العلوم، أما ساير الصحابة فقد رجح كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله صلى الله عليه وآله أفرضكم زيد وأقرأكم أبي، (قال) فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل واحد فضيلة وأراد أن يجمعها لابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) بلفظ واحد كما ذكر لأولئك ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أقضاكم علي) انتهى باختصار. وفي الرياض النضرة ج 2 ص 198) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقضى أمتي علي، أخرجه في المصابيح.
(٣١٧)