وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمن وليه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل يقدم الولي.
وقول القائل علي ولي كل مؤمن بعدي كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال على كل مؤمن. انتهى.
فإن قلت: لم يتفرد جعفر بن سليمان بقوله: (هو ولي كل مؤمن بعدي) بل وقع هذا اللفظ في حديث بريدة عند أحمد في مسنده ففي آخره لا تقع في علي (فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي) قلت: تفرد بهذا اللفظ في حديث بريدة أجلح الكندي وهو أيضا شيعي.
* وكتب (بالدليل) بتاريخ 8 - 12 - 1999، العاشرة والثلث ليلا:
معاني الولي منها: ولي القاصر أبوه وجده لأبيه، ثم وصي أحدهما، ثم الحاكم الشرعي، فإن معناه أن هؤلاء هم الذين يلون أمره، ويتصرفون بشؤونه. والقرائن على إرادة هذا المعنى من الولي في تلك الأحاديث لا تكاد تخفى على أولي الألباب، فإن قوله صلى الله عليه وآله: وهو وليكم بعدي، ظاهر في قصر هذه الولاية عليه، وحصرها فيه. وهذا يوجب تعيين المعنى الذي قلناه، ولا يجتمع مع إرادة غيره، لأن النصرة والمحبة والصداقة ونحوها غير مقصورة على أحد، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، وأي ميزة أو مزية أراد النبي إثباتها في هذه الأحاديث لأخيه ووليه، إذا كان معنى الولي غير الذي قلناه، وأي أمر خفي صدع النبي في هذه الأحاديث ببيانه،