ذلك فإن عدم الزيادة والنقصان هو رأي الشيعة كلهم وبما نقلت من آراء لهؤلاء العظام كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إن فيه الكفاية لمن أراد الحق والصدق وأما من استحوذ عليه الشيطان واستولى على قلبه الشك والريب فإن ألف حجة وبرهان وألف قسم وإيمان لا يحوله عن غيه ولا يرده عن باطله (أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم)..
إن مثل هذا الإنسان جرثومة الفساد قد استولى عليه التعصب الذميم فراح يسعى في بذر التفرقة والشقاق بين الإخوة المسلمين أخذ يشكك بكل معتقدات غيره وأقوال سواه وبات لا يصدق إلا نفسه فإذا كان لا يصدق غيره في أقواله وكلامه فمن ذا الذي يصدقه هو..
إن مثل هذا الإنسان الذي لا يقبل أقوال غيره، ولا يرضى بكشفها عن نواياهم وطوايا قلوبهم فهو إنسان أحمق ضال محسوب في جملة المجانين خارج عن دائرة العقلاء فإن الله قد اكتفى من الإنسان بإقراره ورسوله الكريم ارتضى إسلام الإنسان ودخوله في حظيرة المسلمين بمجرد أن يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وأن حرية الرأي مفتوحة لكل إنسان خصوصا في هذا الزمن فإننا نرى دعاوى الإلحاد تنتشر والفساد والانحراف تستشري وكل إنسان يعبر عن رأيه دون حياء أو خجل، ولو كانت الشيعة تذهب إلى خلاف ما قلناه لأعلنه علماؤهم وأذاعوه في الملأ دون رهبة من سلطان أو سيف حاكم أو جلاد.
إننا في عصر الانطلاق وحرية الرأي والتعبير ولو كان رأينا على خلاف ذلك لما توانينا عن إذاعته ونشره، ولكن ما قلناه عن علمائنا القدامى منهم والمحدثين هو رأي الشيعة قلبا وقالبا حقيقة وظاهرا به نعتقد وعليه نحي ونموت. إنتهى.