ولكن اليوم وأمام انطلاقة الفكر من عقاله لم يعد لها أي وزن أو مقدار، بل تتبخر كلها وتذوب مع من افتراها وصدق الله تعالى حيث يقول:) فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ونحن سنبين الرأي الصحيح المعتمد لدى الشيعة وسنتعرض لبعض ما ورد من طرق المخالفين من الأخبار القائلة بتحريف القرآن عندهم ونصل بعدها إلى القول الفصل في المسألة.
رأي الشيعة:
القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسوله محمد بن عبد الله (ص) خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقد نزل عليه بألفاظه وحروفه فبلغه النبي إلى أمته كما نزل دون زيادة أو نقيصة، فأدى الأمانة واجتنب الخيانة وأطاع الله فكان رسولا نبيا..
وإن القرآن الكريم قد تكفل الله بحفظه وصيانته من التحريف والتبديل.
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
إنه تعهد من الله بحفظ كتابه، حفظه من الزيادة والنقصان، وقد تناقله المسلمون من الجيل الأول حتى وصل إلينا بالتواتر جيلا بعد جيل ولم يهتم بشئ كما اهتم به ولم يعنى بأمر كما اعتني به فقد أولاه المسلمون من الاهتمام ما جعلهم يعرفون كل آية أين موضعها بل كل كلمة أين محلها.
إنه نقل بالتواتر المفيد للعلم الذي حصل لنا من خلاله أن لا زيادة فيه ولا نقصان منه - ولو حرفا واحدا - وهذا هو رأي الشيعة والذي عليه المعتمد عندهم ومعه لا يلتفت إلى قول الشاذ منهم فإن الشاذ ليس حجة ولا يكشف عن رأي المجموع خصوصا بعد أن سبقه الإجماع ولحقه، كما لا يلتفت إلى