حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٢٣٧
محارب، مقبلا بهذا الجيش الضخم على (صفين) وعمار قائد (الخيالة).
وتدور بين الفريقين مناوشات تبدأ على الماء الذي سبق إليه معاوية ومنعه عن علي وأصحابه، ويضرب فيها (الأشتر) للنصر مثلا يدعو معاوية ووزيره إلى التفكير الطويل قبل مناجزة هذه النخبة من بدريين وأنصار ومهاجرين ومن فرسان مضر وربيعة، وزعماء اليمن والعراق. فيدير معاوية ووزيره حربا فكرية تعتمد على الحوار والخطابة والرسائل، ولم يكن أصحاب علي في هذا الميدان أقل تفوقا على خصومهم من تفوقهم في ميدان السيف، فإذا كان هناك معاوية وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، فهنا عبد الله بن العباس - ودع - عليا - وعمار بن ياسر ومالك الأشتر والأشعث بن قيس - على نفاقه - والأحنف بن قيس (حليم العرب وسيد تميم) وعثمان بن حنيف وصعصعة بن صوحان وعدي بن حاتم، ومئات من المهاجرين والأنصار، والبدريين كلهم ذكاء ومعرفة وألسنة وتجربة لا تدانيها ملكات خصومهم في هذه الخصال، ولكن معاوية ووزيره كانا طامعين بالاستفادة من الوقت، وعندهما تجربة من سيرة علي في حرب البصرة ادخراها للساعة العصيبة، وعزما على أن يقدما عليها خطة المطاولة، عسى أن يصيبا بعض زعماء الجبهة العراقية ببعض الوهن، وإن الاشتباكات أثناء ذلك تظهر النقص في جبهة دمشق، وتدور عليها في براز الأفراد، وبراز الجماعات كليهما.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست