حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٢٢
بأندية (قريش) ما يطوف حبيبا أثيرا محترما، لا يثقل علي أحد بتكليف، ولا يستثقل أحد له ظلا.
وفي ذات يوم فكر أبو حذيفة بحليفه العنسي، فرآه مستقيما لا تطيف به نزوات الرجال، ورأى أنه رجل لا بد لبيته من مرأة، ورأى أن الحياء والإقلال يحولان بينه وبين ما يطمح إليه كل رجل من زوج تدبر له المنزل، وتكشف عنه وحشة الوحدة، وترزقه خير الأولاد، فزوجها (سمية) بنت خياط أحب إمائه إليه وأحظاهن عنده وأكرم الإماء جوهرا في ذاتها وطهارتها. ثم كان من بره بحليفه وتقديره الدقيق لمشاعره الحرة تحرير أبنائه من (سمية). لم يسأله ياسر ذلك ولكنه هو أحس ما بنفس ياسر، فرفع عنه - بأريحية - صناعة إنتاج العبيد والإماء، وكان أفضل (نقوط) عند ياسر حرية بطن سمية التي وقع منها على كنز أي كنز.
* * *
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست